شهد التاريخ معارك وخصومات ونزاعات و أنواع متعددة من الصراع .
ذلك أن الحياة تولد من رحم الأحداث وتلاطم الاتجاهات . ففي الإلياذة
أن باريس أحب هيلانة فهي حبيبته التي ملكت لبه .وهيلانة أحبت باريس
فهو الشاب الذي يصلح زوجا لها . أما أغاممنون الزوج فلم ير في كبر سنه عذرا لزوجته فهي خائنة .وجاء هوميروس فرأى في هذه الحوادث
دما كثيرا وحزنا كثيرا . أما في عصرنا الحالي فمنهم من رأى فيها
قصة رائعة ،ومنهم من رآها شعرا رائعا ،والإلياذة اليوم كتاب في مكتبة .
عسكري آخر ملأ التاريخ ضجيجا ،إنه نابليون الذي حارب دولا كثيرة ،وربح
معارك كثيرة ، وانتهى منفيا في جزيرة صغيرة يرمق الأفق بحزن وألم ،بعض
جنوده نظروا اليه في وقفته ،ونظروا حوله ، وبالقرب منه فلم يجدوا
قواده وأنصاره الذين رافقوه في حروبه وفرحه وألمه .
وشهد العالم حربين عالميتين ،ومعارك كثيرة ، وقتلى وعنفا لا مثيل له،
وقد شغل العلم جانبا رحبا ممنه ،وقام بدور أساسي ،وانتهت كل هذه
الحروب بنصوص وقرارات .
وفي الغابة صراع آخر ،صراع البقاء ،صراع بين حيوانات قوية ومفترسة
وأخرى ضعيفة لا تشكل خصما حقيقيا ،وهناك نوع ثالث في مكانة بينهما .
فالنمر بضخامته المضحكة يشكل مجموعة شبه عائلية .
وفي البحار حيتان تنتحر ،وقرش يفترس ،وأسماك تتكاثر ،وطحالب تمتد
ومرجان يلمع ، وأسماك بألوان بيئتها المائية الخطرة وأشكال صخورها
فيما تمر الشمس بحرارتها في الأعالي فتبخر من الماء ما تبخر ،وتأتي
الأنهار بمياهها الى البحار فتتعادل القوى وتهب الريح رخاء