كانت بطلة الفيلم فتاة رقيقة ناعمة ،جمالها أشبه بيوم
ربيعي في فصل الشتاء .وكان بطل الفيلم شابا جميلا قادرا
وموهوبا يسعى الى كسب محبتها وودها ورغبتها السرية
نظر اليها بود نزق ،تلك فتاة أيقونة وهبتها الثقافة
أقنعة ذهبية ،أما هو فقد أنبتت له الأيام ورودا شوكية
وشهية مفترسة .
بدت بطلة الفيلم تمثالا رخاميا ،وبدا جمالها ثلوجا
ناصعة وتهذيبا راسخا واعتذارا هجوميا .
جلست الفتاة بهدوء وسكينة قبالة مغامر يتقن الصراع
وفنون المبادرة .
عند انصرافهما ،كل الى شؤونه ،بعد لقاء مفاجئ التفتت
البطلة عدة مرات باحثة عن ذاك المغامر الباحث عن فيء
ما،وكذلك فعل البطل الذي لم يكمل عبور الشارع في حركة
مسرحية مفتعلة .فصدمته سيارة وأطاحت به سيارة ثانية
إثرها فسقط قتيلا .
علت ثغره ابتسامة باهتة ،ومالت ملامحه الى الصلابة
والخشونة .هذا هو العالم اليوم .عالم الموت والحياة ،
عالم الصراع والذكاء والقلوب الحديدية .عالم المجالدين
الذي لا ينجو فيه إلا من يتنفس الميدان وجمهوره ملء رئتيه.