لم يكن السيد فلنت وقحا ولا عاطفيا ولا نزقا بل كان مغامرا
من نوع مختلف .رأى قطاعا مجهولا بوضوح لا يجاريه فيه أحد .فمضى
يجوب آفاقه وسط ممانعات وقوانين وأخلاق وصرخات تصر صريرا موحشا.
السيد فلنت لامس تناسق الجسد وجماليته ،وانحنى بلا خوف أمام
منعرجاته ومواويله ومكامن الستر فيه بقلب لا يهاب ،بفكر لا يتوق
للمتعة بقدر ما يتطلع الى ارتياد أفق جديد وثروة متعددة الجوهر
:منها المالي ومنها الفكري ومنها القانوني ومنها الوظيفي والاقتصادي
والاجتماعي .هناك حيث تلتقي الرغبة الإشكال بالجسد الجميل ومراكز
الخطر فيه ،وتلتقي ايضا النظرة الى الجسد والى المرأة والى الدين
والى الله والى الانسان الباحث عن القوة والحضارة والتطور .
هناك في اليوم الذي عز فيه العيش ،وندرت الوظائف وكان أجر الرجل أعلى من أجر المرأة ،وكانت المرأة أكثر قدرة من الرجل ،وكان العالم
يتثاءب من ليل طويل .