ليس في البال إلا سؤال ،سؤال الهوية والإرادة والعقل
والاتجاه الى عالم أفضل .من السؤال الى الرحلات السندبادية
والبؤر الفكرية المشعة .وكانت تلك الجزر التي أدهشت
الرحالة والمغامر والقائد والفاتح .
جزر ملأى بأفكار وتعليمات مدهشة .جزر أنتجت جزرا مغلقة
على الأصحاب والأحباب والمريدين والمؤيدين فإذا بنا في
عالم مختلف كليا .عالم العمل المنتج والفاعل ،عالم رفاق
الدرب والمصير والمحبة إلا أن هذا العالم تحوّل الى مجموعة
متراصة هدفها اجتماعها ،وطموحها قدرة فاعلة ،وراهنها اقتحام
المدارات الحزينة والسعيدة .
جزر العمل تحولت الى جزر القوة وجزر المحبة وجزر الأخوة
فصار العمل ثانيا أو تاليا أو ملحقا ببواعث و حوافز .
جزر السندباد صارت مقرا لمجموعة متراصة .وبات القادم اليها
مختلفا ،وإن كان شارياأو بائعا أو محتاجا أو محسنا أو
متعاملا ،فإذا بجزر العمل تتحول من خلية حية الى مكان مفتوح
على جميع الاحتمالات :
النجاح ،الفشل، الخسارة ،الشقاء،التخلف ،التعصب،التمترس
الانزواء ،وما عاد العمل وتألقه وازدياد انتاجيته هدفا ،
صار الهدف علاقة أو عاطفة أو فكرة أوخاطرة،أو مغامرة أو
قصة رتيبة لا تخلو من ملل.
جزر العمل ،جزر الرحلات السعيدة والمغامرات الناجحة
امتدت أهواؤها الى جميع الميادين لكن الأهم امتدادها
الى عالم الكلمة .
جزر السندباد ،ولكل جزيرة سندبادية كلماتها و أغانيها
وألحانها ،فلمن يكتب الكاتب ؟ومن يقرأ النص؟ هذه أسئلة
أخرى محيرة وباعثة على الحزن .
الفلسفة العمرانية ،مرآة ذاتها ،في مفاهيمها وأفهوماتها
ومعلوماتها وتعليماتها تختصر الهويات المتنوعة في هوية
واحدة تنظر الى الأمام وتخطو بعزم وحزم لا يخلوان من الأحلام .