ابراهيم ابو عرقوب مبدع
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 10/06/2011
| موضوع: غزو فضائي لمضارب بن قحطان الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:19 am | |
| حدثني يعرب بن قحطان فقال :- بعد رحلة مضنية من العذاب وصلت الى مضارب القوم فقررت المبيت في خيمة كنت اعشقها. فقد كانت ذات يوم رمزا للمجد و الكبرياء. حدقت في السماء وقد هالني عظمة الخالق , نجوم تتلالىء كالدرر, و ضوء القمر يريح النفس ويطلق العنان للخيال. لحظات جلت بها في خاطري عبر رحلة عمري الشقية. تذكرت احبة قد غادرونا بلا رجعة, وابناء انتشروا في بقاع الارض , وسلطانا قد تبدد لاننا لم نحافظ عليه. وسط هذا المشهد بدا النعاس يتسلل الى جفوني ,وفي لحظة كنت فيها بين نائم و مستيقظ ,اذا بهالة من الضوء الساطع تحوم في السماء تتحرك كالبهلوان. انتابني الرعب مما رايت.هل هو حقيقة ام خيال, اقترب الضوء شيئا فشيئا, و اذا براحلة تهبط قرب الخيمة وقد اصابت عيوني غشاوة من وهجها. كنت اسمع اصواتا لا اميزها, و اتخيل اشخاصا ذو رووس كبيرة ,عيونهم غائرة في مقلها,افواههم كافواه الاطفال من صغرها.انهم مخلوقات لم ار لهم مثيلا من قبل. دنى احدهم مني و همس في اذني قائلا: لا تخف ايها الشيخ الجليل فانت في سلم وامان. هدأت من روعي و تمالكت نفسي و سألته من أنتم أيها الغرباء؟ والى اي قبيلة تنتمون؟ ولماذا تقتحمون بيوتنا عنوة؟ رد علي الغريب قائلا: نحن قوم انطلقنا نبحث عن اقرباء لنا منذ سنين, رأينا أرضا لم نألفها من قبل,فسرنا صوبها لنسبر غورها. ولماذا اخترتمونا دون غيرنا أيها الغريب؟ فقال لي : لقد علمنا أنكم قوم حملتم رسالة خالدة, ونشرتم العدل و المحبة والسلام. تهافتت اليكم الامم فذابت بينكم ,كنتم علماء عصركم وقبلة لكل ذي حاجة. ثم اردف قائلا: حدثني عن حالكم ايها الشيخ الجليل ,فاهل مكة ادرى بشعابها كما تقولون. احترت من اين ابدا مع هذا الغريب,هل كان بيننا منذ اكثر من الف عام ؟كيف يتذكر حالنا وقد نسيناها نحن. وعن أي شيء أحدثة. لا تتردد يا شيخننا فلكل زمان دولة و رجال. همس في أذني بصوت خافت. نعم , ساحكي لك عن حال قوم اثخنوا بالجراح فقد تكالبت عليهم ذئاب الارض تنهش من أجسادهم وقفواعراة يلتحفون السماء بعد ان كان خيرهم يعم الكون .لقد صارعوا النمل ليسلبوا حبات بر حفظها ليوم عسرة تحت الرمال بعد أن جفت الارض والجيوب. سأحدثك عن قوم كانوا أفصح الناس لسانا وقد أنتابهم صمت مطبق فاغلقت الافواه باقفال لا مفاتيح لها. لم ينطقوا سوى بكلمة نعم حتى صارت سمتهم بين الامم. سحلت اجسادهم يوم أرادوا أن يستنشقوا هواء نقيا حرموا منه. فلكل هواء ثمنه يا بني. هل سمعت عن امة تاكل لحم اولادها ؟ ثم ترمي بهم الى قطيع من الكلاب لم تلتقط عظمة تسد رمقها منذ سنين. ساحدثك عن قوم إنتشر العسس تحت جلودهم يسترقون السمع فلم تسلم الاجنة في بطون أمهاتها.فلكل طفل راصد ليسرق قطرات حليب قد يرزقة الله بها من ثدي امه. أيها الغريب. كنا ننشر العلم في ألارجاء فصرنا لا نعرف كتابة الاسماء. ، نشرنا العدل بين الناس ,الا أن العدل غادرنا بلا عودة. فعم الظلم و زداد سواد الليل حلكة. أصبحنا أقواما تاكل بعضها بعضا.حتى افترستنا أرانب الغابة قبل أسودها. لا زلنا نبكي على أطلال مجد لن يعود .فقد ضاعت أرضنا وفقدت كرامتنا و هتكت أعراضنا و نصرخ افتخارا باعلى صوتنا عن إبائنا وشهامتنا . أساحدثك عن قوم سلموا مفاتيح الارض لشذاذ الافاق ثم طلبنا الحق من لصوص لا هم لهم سوى النهب لتمتلئ بها خزائنهم. ماذا تريد أن تعرف أيها الغريب ؟ لقد قتلتني بحديث كنت قد كتمته في نفسي. نظر الي ذلك المخلوق بشفقة وقد سالت الدموع من عينيه وقال: أيها الشيخ الجليل ,أتقبل دعوتي انطلق معنا الى أعماق الكون لعلك ترزق بذرية تستحق الحياة. نظرت اليه مشفقا,وشكرته على طلبه ,واعتذرت قائلا : سنبقى ايها الغريب خير أمة اخرجت للناس ولو بعد حين.
إبراهيم ابو عرقوب | |
|