مــن يكــــــون
رأيته ملقى على الشارع , لا أحد تجرأ أن يأخذه , الناس يمشون بجانبه , السيارات كادت أن تدوس عليه , ولا أحد يعيره أي اهتمام , الكل مشغول بعمله وهو مرمي في الشارع , أحسست أنه يريد أن يقول شيئاً ولكن لا أحد يسمعه
تقدمت نحوه , مددت يدي لآخذه , رأيته قد تغير لونه , ولا يستطيع أن ينطق بكلمة
أخذته معي إلى البيت , أعطيته طعامه الخاص به شكرني كثيراً
سألته : لماذا أنت مرمي على الشارع ؟ تحدث إلي بألم
هكذا تنتهي حياتنا , نربي ,نعلم , نخرج أجيالاً , نخرج همومكم ونخزن أسراركم ,لا نتعب من أي عمل يوجه لنا ,نرافقكم في كل مكان , لم نلقى منكم حتى كلمة شكر
لا أحد تجرأ وكرمنا , لا أحد يحتفظ بنا حتى لذكرى , ولكنكم عندما تنتهون منا تقذفون بنا في أي مكان , لا نعاني منكم أو نتذمر , نعمل معكم ليل نهار , صيفاً وشتاء لا نمل ولا نتعب حتى ننهي مهمتنا وإذا أكملنا عملنا ..... ترمون بنا
فكرت وقلت لنفسي نعم نحن ناكرون للجميل , لقد أتعبته كثيراً ولم أقل له حتى كلمة شكراً , يلازمني طوال حياتي لا يعاني , تلاعب معي القدر ولكنه ظل هو معي تركني جميع الأصدقاء وظل معي شامخاً كالجبال , وفي الأخير نرمي به أو نستبدله
لقد أحببتك الآن كثيراً يا رفيقي
أعدك بعد اليوم أنني لن أتركك ماحييت أيها ألقلم