لا لن أعود ... كانت آخر كلمة سمعتها تلك الأم المسكينة من إبنها الوحيد و فلذة كبدها و الأمل الذي تعيش من أجله إبنها زيد , الذي لم يكترث للتلك الدموع و لا إلى ذلك القلب الذي أصبح نارا .. لم بعط أدنى إهتمام للصوت الحنون , إنه صوت الأم الذي يعتبر لحنا وجدانيا ليس له مثيل .
دخلت الأم في صراع بينها و بين نفسها , فتارة تسأل و مرة تجيب و تفسر , و لكنها لم تخرج بحل يشفي غليلها .
صوت عنيف قطع سيناريو الحيرة الذي كانت تعيشه في تلك اللحظات ...
زيد هنا .. أين ذهب ؟ ... منذ أن عرف الدنيا لم يهنأ لي بال . هذا ما قاله الأب حين ما وطأت قدمه الباب .
بصوت ملؤه الدفء و الحنان و لكنه مملوء بالقلق و الأحزان ماذا حدث لإبني أأصيب بمكروه ؟ أستره يارب . إنه قلب الأم قابلها بالعقوق و العصيان فما كان منها إلا الدعاء و التضرع للرحمان علَه يعود إليها بسلام و أمان .
سمعها الأب فرد عليها : فل يذهب إلي الجحيم , لا أريده أن يعود ليس إبني سأتبرء منه ... و لكن أنت السبب يا إمرأة فدلالك الزائد جعله إبنا طائشا فلا يعتلم قدرا لنفسه و لا يعرف معني المسؤولية الحقة , تنجبن الأولادو تتركوهم لشارع متي كان الشارع مدرسة تعلم الأجيال و تربي البنين و البنات . امسحي دموعك و تحملي نتائج تهاونك .
كانت كلمات جد قاسية بل قل إنها صاعقة حلت بخيمة فؤاد تلك الأم فجعلتها عبارة عن أشلاء مترامية تتطاير كتاطير الأوراق في فصل الخريف .
ماكانت تنتظر من زوجها و شريك حياتها و أب إبنها أن يرسل عليها تلك الدالات الذامغة , بل إنتظرت كلمة مواساة أو حل لهذه المشكلة . لا علينا كما تقول ففي الحياة الحلو و المر و لا تسير الرياح بما تشتهيه السفن .
بإخلاص و صدق الإحساس ورد لا تتميز به إلا إمرأة حكيمة : على رسلك يا رجل هون على نفسك فالغضب من الشيطان كما يقال , قم بنا لنتوضأ حتي نطفأ هذه النار و نقف بين يدي الله عزوجل لنطلب منه الغفران . فقد يكون هذا جزاء ما كسبت أيدينا . أو ابتلاء من عند ربنا فما جزاء الصابرين إلا الإحسان .
بذكاء استطعت هذه الأم التي لم تزعزعها الخطوب يوما أن تهدأ من ثورة هذا الأب و تعيد المياه إلى مجاريها .
الساعة تشير إل الصفر عندما قاما الزوجان إلى سجدتهما كان دعاؤهما بين خوف و رجاء فهذه معني العبودية الحقة بكيا كثيرا وحمدا الله , و على الرغم من صعوبة الموقف و قساوة الحادثة اعتبرت هذه اليلة أحلى أيام العمر
وما إن قاما من سجدتهما خيمت السعادة أرجاء البيت و ما هي إلا لحظات سمعا طرقا في الباب , فتح الأب الباب ثم نادى زوجته زغردي ها قد عاد زيد