لم تكن أكثر من بعرة
ولن تكون أقل من عبرة
لم تكن أمة بين الأمم
ولن تكون همة بين الهمم
هي أقرب الى السحالي
والتماسيح حين تذرف دمعوها
دون أن تنسى رغم التخمة جوعها
هي في أفانينها نهمة كاسرة
وفي أعماقها هرة فاجرة
تخطو بين الغابة والسحابة
بين الحكاية والوشاية
ولا ترتاح إلا في العتم
في اللثم في الخفاء والجفاء
والرقص بلا حياء
هي بعض الهم
صرخة من الألم
وجرح لم ولن يلتئم
تعنى تلك الهرة بصغارها
وحيدة
ذاك أنها مستباحة
في التهاب الحياة وانطفائها
مباحة
لاهم لها
إلا الراحة
وسط الساحة
والهمم التي تلمع كسكين الصراحة
يمر بها ذاك الهر
مرور الرفض والغرابة
متراخية
متوترة
متوثبة
تغفو على مجونها
وتتعب في شوؤنها
وذاك من شوؤنها
ولا عتب
ولا مهابة
تلك الهرة
تلك الهرة .