غياب للشاعر شوقي بزيع*
لم يزلْ مقعدُكِ الفارغُ
في نفس المكان
لم تزلْ تمطرٌ ذكراكِ
قصاصات زهورٍ ومناديل حنانٍ
لم يزلْ حيث تنامين
يضيء البرقُ أطرافي
وفي الشرفةِ حيث التمعت عيناكِ
تبكي نجمتان
لم يزلْ وجهكِ في المرآة مكسوّاً
بنفس الزغب القمحيّ
فيما يسلمُ البيتُ زواياه
إلى الصمت
ويقعي في الدخان
لم تدقي الباب من عشرين شهراً
غير أنّي كلّما حالفتِ الريحُ
خطىً في الليل
أو دقّ غريبٌ جرساً في مدنٍ أخرى
تدافعتٌ إلى البابِ
كما لو أنّ في صدري عشرين حصان
* شاعر لبناني من مجموعة: قمصان يوسف