يا زحلة
يا زحل َ حيـّأ الحيا والبـِشر ُ واديك ِ... وظلـّل المجد ُ خفـّافا ً أعاليك ِ
وبارك الله رب ّ الخلق قاطبة ً... خـُلقا ً جميلا ً تحلـّى فيه أهلوك ِ
خلقا ً صفا كصفاء الراح ِ فانبعثت ... منه روائح ُ طيب ٍ نافح ٍ فيك ِ
كل المحاسن وهما ً كنت ُ أحسبُها ... حتى بدت ْ لي َ معنى ً من معانيك ِ
إن غنتِ الطيرُ في الأفنان ساجعة ...ً فسجعـُها العذب ُضرب ٌ من أغانيكِ
وإن تثنـّت غصون ُالبان ِ مائسة ً ... فذا تثنيّ الغواني في مغانيك ِ
أو صفـّق الماء في الأنهار رقرقة ...ً فصفقـُهُ من هدير الراح في فيك ِ
أو الجبال ُعلت في الجو ّ شامخة ً... فذا الشموخ ُ مثال ٌ من معاليك ِ
أو الجنانُ بها بـُرد ُ الجمال ِ زها ... فذا الجمال ُ رواء ٌ بات َ يكسوك ِ
ما أنت ِ إلا عروسُ الشعرِ من قدَم ٍ... وما القريضُ سوى إحدى قوافيك ِ
قد صار حبـّك بالأرواح ِ ممتزجا ً ... مثل َ امتزاج الطلا في ماء واديك ِ
ناداكِ كل فؤاد ٍ فيك ذي شغف ٍ... يكفيك ِ ما سُمتني في الحب يكفيك ِ
صنينُ عن كثب ٍ ترعاك ِ مقلته ُ ... ودمعـُها سارب ٌ عذبا ً فيهم أمانيك ِ
فيك ِ الصحافةُ قد "تاهت" مفاخرةً ... فأحرزت منزلا ً في الكون ِ يُعليك ِ
مكثتُ فيك ِ زمانا ً فيه كنت أرى ... قلبي يحدّث أني من أهاليك ِ
واليوم أرحل ُ لكن لستُ أسلوكِ ... سلاني العيشُ إمـّا كنت ُ ساليك ِ