نادي القصه العربيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى القصه العربيه للقصص القصيره والروايات العربيه والاهتمام بالشعر والادب العربي وثقافة المجتمع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الورقاء
قاضي القيروان I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 27, 2018 5:40 am من طرف د.طلال حرب

» عوالم
قاضي القيروان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 11:39 pm من طرف د.طلال حرب

» وردة على شرفة
قاضي القيروان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:20 am من طرف د.طلال حرب

» رسائل
قاضي القيروان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:19 am من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : المحنة بالحق
قاضي القيروان I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 07, 2018 12:08 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : محنة النص
قاضي القيروان I_icon_minitimeالإثنين فبراير 05, 2018 11:37 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية: محنة المجموعات
قاضي القيروان I_icon_minitimeالأحد فبراير 04, 2018 6:03 am من طرف د.طلال حرب

» راعية اليمام 3
قاضي القيروان I_icon_minitimeالأحد يناير 28, 2018 2:46 am من طرف د.طلال حرب

» السلحفاة
قاضي القيروان I_icon_minitimeالسبت يناير 27, 2018 1:41 am من طرف د.طلال حرب


 

 قاضي القيروان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحي العابد
مبدع
مبدع
فتحي العابد


عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 27/12/2009
الموقع : fathi.abed@gmail.com

قاضي القيروان Empty
مُساهمةموضوع: قاضي القيروان   قاضي القيروان I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 16, 2010 4:15 am

بسم الله الرحمان الرحيم
قاضي القيروان
يحكى فيما يحكى.. كان هناك جزار بالقيروان أضجع كبشا ليذبحه، فتخبط بين يديه وأفلت منه وذهب، فقام الجزار يطلبه وجعل يمشي إلى أن دخل إلى خربة، فإذا فيها رجل مذبوح يتشحط في دمه ففزع وخرج هاربا.
وإذا بصاحب الشرطة وأعوانه عندهم خبر القتيل، وبدأوا يبحثون عن القاتل والمقتول، فأصابوا الجزار وبيده السكين وهو ملوّث بالدم والرجل مقتول في الخربة، فقبضوا عليه وحملوه إلى دار القضاء.
وكان لنا في تلك الضاحية من الحلم العربي قاض، لم ير الناس حاكما قط زمّيتا، ولا حكيما، ولا ركينا، ولا وقورا حليما، يضبط من نفسه، ويملك من حركته مثل الذي يضبط ويملك، وكان مع ذلك لا يحرك يده إلا للضرب بالمطرقة عند انتهاء الجلسات، أو النطق بالحكم، ولا يشير برأسه.. وليس إلا أن يتكلم فيوجز، ويبلغ بالكلام اليسير المعاني الكثيرة.. هكذا شأنه من يوم أن عرفه الناس طالت الأيام أو قصرت.. في صيفها وشتائها..
فأتى مجلس الحكم واحتبى ولم يتكئ، فلا زال منتصبا لا يتحرك له عضو، ولايلتفت، ولايحلّ حبوته، ولايحوّل رجلا عن رجل، ولا يعتمد على أحد شقيه، حتى كأنه بناء مرصوص ، أو صخرة منصوبة..
وبينا هو كذلك في تلك الجلسة يسمع للجزار، وهم يستنطقونه وهو يعترف اعترافا لا إشكال فيه، إذ سقط على أنفه ذباب فأطال المكث، ثم تحول إلى مؤق عينه، فرام الصبر في سقوطه على أنفه من غير أن يحرك أرنبته.. أو أن يُغضّن وجهه.. أو أن يذبّ بإصبعه..
فلما طال ذلك عليه من الذباب وشغله وأحرقه، وقصد إلى مكان لا يحتمل التغافل، أطبق جفنه الأعلى على جفنه الأسفل، لم ينهض، ودعاه ذلك إلى أن يستمر بين الإطباق والفتح، فتنحى ريثما يسكن جفنه، ثم عاد إلى مؤقــه بأشد من مرته الأولى، فغمس خرطومه في مكان كان قد أوهاه قبل ذلك، فكان احتماله له أضعف، وقدرته على الصبر في الثانية أقل، فحرك أجفانه وزاد في شدة الحركة.. وفي فتح العين وإطباقها.. فتنحى عنه بقدر ماسكنت حركته.. ثم عاد إلى موضعه، فما زال يلح عليه.. حتى استفرغ صبره وبلغ مجهوده..
فلم يجد بدّا من أن يذب عن عينيه بيده، ففعل وعيون القوم إليه ترمقه.. وكأنهم لا يرونه فتنحى عنه بقدر مارد يده وسكنت حركته، ثم عاد إلى موضعه، ثم ألجأه إلى أن ذب عن وجهه بطرف كمه.. ثم ألجأه أن تابع بين ذلك، وكل ذلك بعين الحاضرين..
في تلكم اللحظات بدأ رجل من الحاضرين يحك ويفرك عينيه لما رأى من إصرار الذباب.. أمره القاضي بالتقدم دون أن ينظر إليه، وتلى قوله تعالى بعد أن تأكد أن هذا الذباب قاده إلى طريق اليقين، وفتح له مدخلا من مداخل الفهم: "يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب"، ثم أردف: تكاثر الذباب هنا في القاعة دليل على وجود عفن بيننا.. لقد أرسله الله ليخبرنا أن القاتل بيننا..
نطق ذلك الرجل قائلا: أنا قاتل القتيل.. سيدي القاضي لقد عرفت الآن أن المدبر غيري بعدما رأيت العجب العجاب منك ومن الذباب.. سيدي القاضي لقد أدركت أنّ القوة الأصلية ليست بأيدينا، وأنك ترى بنور الله..!
فسأل بقية الحكام القاضي: من أين لك هذا؟
قال: عند الخوف لا يضع الإنسان يده إلا على أعز ما له ويخاف عليه، ورأيت الرجل قد وضع يديه على عينيه وبدأ يفركهما، فاستدللت بذلك على أنه هو القاتل..
فأمر الحاكم بإطلاق سراح الجزار بعد أن سأله: ياأيها الرجل ما دعاك إلى الإعتراف بالقتل وأنت بريء؟
أجاب الجزار: فما حيلتي؟ رجل مقتول في الخربة، وأخذوني وأنا خارج من الخربة، وبيدي سكين ملطخة بالدم، فإن أنكرت فمن يقبلني؟ وإن اعتذرت فمن يعذرني؟
فأنزله منزلا حسنا وأكرمه..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قاضي القيروان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نادي القصه العربيه :: نادي القصه القصيره-
انتقل الى: