نادي القصه العربيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى القصه العربيه للقصص القصيره والروايات العربيه والاهتمام بالشعر والادب العربي وثقافة المجتمع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الورقاء
الدرس الأخير I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 27, 2018 5:40 am من طرف د.طلال حرب

» عوالم
الدرس الأخير I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 11:39 pm من طرف د.طلال حرب

» وردة على شرفة
الدرس الأخير I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:20 am من طرف د.طلال حرب

» رسائل
الدرس الأخير I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:19 am من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : المحنة بالحق
الدرس الأخير I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 07, 2018 12:08 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : محنة النص
الدرس الأخير I_icon_minitimeالإثنين فبراير 05, 2018 11:37 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية: محنة المجموعات
الدرس الأخير I_icon_minitimeالأحد فبراير 04, 2018 6:03 am من طرف د.طلال حرب

» راعية اليمام 3
الدرس الأخير I_icon_minitimeالأحد يناير 28, 2018 2:46 am من طرف د.طلال حرب

» السلحفاة
الدرس الأخير I_icon_minitimeالسبت يناير 27, 2018 1:41 am من طرف د.طلال حرب


 

 الدرس الأخير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحي العابد
مبدع
مبدع
فتحي العابد


عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 27/12/2009
الموقع : fathi.abed@gmail.com

الدرس الأخير Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الأخير   الدرس الأخير I_icon_minitimeالإثنين مايو 31, 2010 2:49 am

بسم الله الرحمان الرحيم
الدرس الأخير
في إحدى تلك الأمسيات التي التقيت فيها بالعم مبروك، أحد جيراني ومعلمنا في الكتاب في الصغر، لمّا استدعاني لوليمة في بيته إثر رجوعي بعد سنوات طويلة من ديار الغربة، مع مجموعة من رفاق الصغر وأبناء جيلي، هم كذلك مغتربين مثلي..
كان جلّنا حقق نجاحات تعتبر كبيرة في حياته العملية نال منها الحظوة الإجتماعية، والإحترام في مجتمع طاغية عليه فكرة: المال قبل العيال.. وحقق من ورائها الإستقرار المادي..
وبعد عبارات الترحيب والمجاملة طفق كل منا يتحدث عن ضغوطات العمل ويتأفف من سير الحياة السريع، التي تسبب لنا الكثير من التوتر، والضغط النفسي المتواصل.. وكان العم مبروك يستمع ويبتسم..
غاب العم مبروك عنا قليلا ثم عاد يحمل مع زوجته الخالة صالحة برّادا كبيرا من الشاي، ومعهما طبق عليه كؤوس وفناجين من كل شكل ولون.. إيطالي فاخر.. زجاج عادي.. من فخّار رفيع.. من "كريستال مرصع بأنواع الزينة".. من "بلاستيك".. بعبارة أخرى أن بعض الأكواب كانت في منتهى الحسن والجمال تصميما ولونا، وبالتالي أثمانها باهظة.. بينما كانت هناك أكواب من النوع العادي والمتواجد في كل البيوت.. وطلب منا أن نتفضل ويسكب كل واحد منا لنفسه الشاي، والبقدر الذي يريد.. أخذ كل واحد منا يصب الشاي في الكأس الذي اختاره.. ونحن لم ننقطع عن الحديث والممازحة، وعندما صار كل واحد منا ممسكا بكوبه تكلم العم مبروك سائلا الجمع بعد أن لاحظ أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختيارنا:
ـ لماذا سكبتم الشاي فقط في تلك الكؤوس الجميلة، وتجنبتم الشرب في تلك العادية؟
ـ لقد أعجبنا شكلها وزينتها، وربما تكون عفوية ياعم مبروك، أجاب حمادي
قال العم: لا.. لقد غركم المظهر، ماكنتم بحاجة إليه فعلا هو الشاي وليس الكوب، ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة.. وعين كل واحد منكم على الكأس التي في يد الآخر.. مثلا أنت ياحمادي، لماذا تزوجت بزوجتك الحالية الإيطالية الشقراء؟
أجاب: لأنها أعجبتني
قال العم مبروك: هنا مربط الحصان!
قال حمادي: ياعم، العين تعشق قبل القلب أحيانا!
وهنا تراءت إلى ناظري كيف أن العم مبروك كان في صغرنا يحب حمادي كثيرا، حتى كان في بعض الأحيان يناديه ياصهري، من كثرة حرصه وعشقه له، وكان يتمنى أن يزوجه ابنته الوحيدة، وكلامه هذا لشيء في نفسه.
قال العم مبروك: ياأبنائي لو كانت "الحياة هي الشاي" فإن "الزوجة والمال والمكانة الإجتماعية هي الكؤوس".. وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة.. ونوعية الحياة هي، هي، لا تتغير، وبالتركيز فقط على الكوب نضيع فرصة الإستمتاع بالشاي.. وبالتالي أنصحكم بعدم الإهتمام بالأكواب والفناجين والإستمتاع بالشاي، ثم دار ناحيتي وسألني وأنت لماذا بقيت تنتظر مخطوبتك عشر سنوات حتى التحقت بك في ديار الغربة وتزوجتها؟
قلت: لأنني أحبها من أيام الدراسة
قال العم مبروك: بما أنني أكبر منكم سنا وأستطيع أن أقول بأنني ساهمت في تربيتكم، ليس ماقلته فقط هو الصواب.. ولكن الحقيقة هي أنك أنت نظرت إلى مافي داخل الكأس، بينما هو نظر إلى الكأس ولم ينظر إلى ما في داخله..
وهنا أدرك حمادي معنى كلام معلمنا فأجاب: ياعم مبروك لقد كان الرمد يغطي عيوننا فلم نستطع رؤية جمال النظرات المكتحلة بالحياء التي تنتظر هنا.. كما يقول المثل:إن الحشيش دائما أكثر خضرة في الضيعة الأخرى.. لقد اعتقدت أن حديقة جاري أكثر جمالا، لذلك رتعْت..
قلت: هذا الدرس الأخير!
قال العم مبروك: بل هناك دروس أخرى ستصادفكم في الحياة ياأبنائي، يكفي أن يكون الإنسان متواضعا سمّاعا.. ولا يتعجّل في أي أمر من الأمور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدرس الأخير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نادي القصه العربيه :: نادي القصه القصيره-
انتقل الى: