تعمر الأسواق بأشياء ،سلع ،أختراعات ،وابتكارات تشبهنا ،
تنسل من ملامحنا ،تعصف بنا ولنا ،تفضح ما يعتمر في
صدورنا من أمال وآهات .
هذه السلع تتنفس ملء رئتيها ،تختلط أسعارها بشحنة
عاطفية وإضافةإنسانية كي يكتمل سعرها وقيمتها وربحها
وفائدتها .
السلع التي تطالعنا في الأسواق ذات قيمة مضافة ،جحيمية
أو حميمة أو مرجانية ،وهي في أية صورة تجلت تفتح آفاقاً
،وتسد دروبا ً،تحدد هويات ،تقدم عناوين،وترفع أشرعة
تقلع بنا الى عوالم نحبها ولا نحبها ،نرتادها وترتاد بنا
لتشكل عالما ًتختلط فيه العلوم بالفلسفة ،والأدب بالرياضيات
والشعر بالنثر،وفقرنا المادي بغنانا المعنوي والإيديولوجي .
القيمة المضامةهي الخلقية الإيديولوجية ،خطوط الظل المتاخمة
لفسح الضوء.القيمة المضافة من أين تأتي ؟ولماذا ؟والى أين
تسير بنا ؟إنها تجسيد الإرادات وترف النزاعات وتجوال الفكر
في البنى التحتية التي تنهض عليها حياة زاخرة بالأحداث
والأغاني والنصوص التي تهندس مدننا وبيوتنا وسهراتنا وسمرنا
الناعم في ضوء القمر .
الفلسفة العمرانيةترمق القيمة المضافة بحذر ،ترقب
أشواكها وأسوارها وحواجزها ومتاعبها .وحده العمران يتلمس
هذه القيمة المضافة بحزم محاولا توضيح خلفيتها ،وإمكاناتها
وما تحفل به من أوهام وأحلام .