قبل سنوات طوال كنت طالبة ولا اذكر من سنوات الدراسة إلا القليل من الذكريات التي رفضت إن تبارح مخيلتي ....من القصص التي لم استطع نسيانها قصة زميلتنا تلك ...كانت فتاة جميلة وكنا جميعنا نتفق أنها مختلفة عن الجميع في كل الأشياء ....بعضنا أحبها لصفاتها ومميزاتها تلك ...وكنت من هذا البعض ...وأخريات أصابهن داء الحسد تجاهها ولكن رغم ذلك لم يتطور الأمر إلى شجار ...فقد كانت من النوع الذي لا يستطيع أحدا إن يشاجره وألا اتهم بالسوء فالبسمة لا تفارق محياها الصبوح .....
وكشأن الفتيات في مرحلة معينه من العمر كانت (م) لها أحلام وتطلعات ....فقد كانت محبه للحياة ...كنا نجلس ومن باب الدعابة تتخيل كل منا ما سيكون من أمر صديقتها ...فتتعالى التعليقات معلمة....مهندسة....ست بيت ...و...و ....ولكن عندما نلتفت تجاه (م) كنا نتفق جميعا (طبيبة تبهر المرضى بجمالها وطيبتها وزوجها طبيب وعندهم مستوصف خاص بهم إذ.... انه سيكون ثريا ) ......أما ما حدث ..فقد سمعنا إن صديقتنا (م) مريضه بالحمى ولم نعر الأمر اهتماما إذ إننا جميعا أحيانا نتغيب بالمرض يوما ونعاود الحضور للمدرسة في اليوم التالي ...بل إن بعضنا توقع إن صديقتنا قد ادعت المرض حتى تتهرب من أستاذة (....) وامتحاناتها الصعبة .....وفى اليوم التالي حضرنا للمدرسة تسبقنا الفرحة كما تعودنا وتتعالى أصواتنا بالضحكات ....و...حدث الأمر سريعا حضرت معلمتنا للفصل و دموعها تتساقط ...اندهشنا للأمر وهى التي لم نراها إلا قويه ...ولم تدم دهشتنا طويلا فقد أخبرتنا من خلال دموعها إن الموت حق وانه مصير كل إنسان على وجه الأرض....توفيت صديقتنا (م) ....لم نستوعب ما حدث ...إلا بعد برهة...تركت جرحا دامي في داخلنا جميعا ...وتركت درسا مفاده إننا ضيوف في هذه الحياة وان هنالك عدو اسمه الموت لا يفرق بين صغيرا وكبير ..او غنيا وفقيرا