أنا و دمعتي و نهاية حكايتي
وا دمعتي ... أبيت إلا أن تفضحيني ... و تكشفي الهمَ الحقيَة ... فانهمرت رغما عني و كنت حقا عصيَة ... رغم رجائي لم ترضخي ... بلا رحمة انسكبت و لا حتي شفقة عليَ ... لماذا يا دمعتي لماذا؟... و قد عهدتك أخت وفيَة تخففين عني ... و تزلين صدأ قلبي الدنيَة ... تلطفين عطر وجهي بعبرتك المتدفقة النقيَة ... .
بت ليلي أناشد دمعتي و موقفها القاسيَة ... إلى أن نطقت و هي تقبل خديَ ... و من فرط الألم تودع عينيَ ... أنا لم أفضحك عمدا إنما مجبرة لا خيار لديَ ... فالعين ما عادت تبصر غير أمالك المنهارة ... و القلب قد تكسر من فرط الغيض و الحرارة ... و أنا يجب
عليَ أن انهمر ... لأنه واجب عليَ ... لأعيد إليك بسمتك و طلعتك البهيَة ... لأجدد بحبر قلمك المندثر الذي سيروي حكايتك للزمن مع المعاناة الأبديَة ... ليقرؤها أجيال أمتنا... نعم أجيال أمتنا المستقبليَة ...
لا تكملي يا دمعتي ... يا صديقتي الغالية ... أستسمحك عذرا ... فأنا لم أعد آمال ... بل صرت بعدك إنسانة لا أكثر ... تذكرت حكايتها المنسيَة ... تذكرتك أنت .... و حزنها ... و لياليها ... و جل أيامها الخواليَ ... أ تذكرين؟ ... كم تسامرنا ... كم ترافقنا... و كم شاهدنا انهيار أحلامنا النديَة ...
عذرا يا غالية ... و صبرا يا أختي آمال ... تفاءلي فستشهدين غدا مشرقا راقيا... خيرا من ماضيك و حاضرك الآنيَة..
.
تتحدثين عن مستقبل غامض مجهول الهويَة ... قد نسيني ماضي و حاضري و سيحصلهم مستقبلي الغاديَة ... ليس لي بقاء بعد أحباب قلبي الغواليَا... ذهب كل شيء أدراج الرياح حتي أغلى الأمانيَ ... فسلام عليك يا دنياي... و وداعا يا عمريا...