العمران والطاقة النووية :ضدان؟ قوتان متكاملتان ؟ متناغمتان ؟
متصارعتان ؟ لقد كان العمران وما يزال هوية كوكب الأرض ويومه وغده .
فما وضعه في ظلال الطاقة النووية ؟
الطاقة النووية نعمة أم نقمة ؟ ذلك أن فيها طاقة بديلة لطاقات
قائمة اليوم ،وتشكل ثروة بلادها ،فماذا يحدث إن حلت الطاقة النووية
في تفاصيل الحياة اليومية ؟ وما علاقة النووي بالفقر الوطني والقومي
والتعاسة الاجتماعية ؟
إن الطاقة النووية ،رغم سلميتها ،فيها فضلات إشكالية وأبنية تقارب القلاع والحصون ،واحتمال تسرب إشعاعي غير حميد ،أما الطاقة النووية
الحربية فنتائجها لا تقتصر بكل تأكيد على ربح معركة بل تطال أيضا ظروف الحياة البشرية على كوكب الأرض ،كما أن الاحتفاظ بمكامن الطاقة النووية
مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن أي مشكلة أخرى .
إن ارتياد الفضاء وضع الانسان أمام مسائل عويصة تبدأ من الأرض الصالحة
للسكن الى الهواء الصالح للتنفس الى الحرارة الى الحرارة المقبولة .
الى تفاصيل الحياة الانسانية التي قد تكون مشكلة عويصة ،الى الهدف
الواضح من الإقامة في الفضاء .وكل ذلك بعث في الانسان تمسكا أشد
بكوكب الأرض وحرصا أكبر على سلامة الحياة البشرية .ذلك أن لامفر ،ولا
بديل ،ولا حياة جديدة خارج كوكب الأرض حتى إشعار آخر .وقد تعمق هذا
الواقع وعمق الخوف على الأرض والحياة البشرية من جهة ، والخوف
من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة غير التقليدية ،ومن الأضرار الناتجة
في الغلاف الجوي فبات الانسان المعاصر أشد حذرا وأكثر خوفا وأبعد
نظرا