ـ جلس على كرسيه البلاستيك ، أمسك كعادته كتاباً من الكتب الموضوعة على مكتبه .... ، أخذ يتصفحه .... أثناء ذلك دار بخلده ما دار بالامس بينه وبين ابنه الصغير أثناء عودتهما الى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسى " ... من فضلك اعمل لنا فى بيتنا مكتبة تأخذ كتباً كثيرة كمكتبة المدرسة ... " اخذا يفكرا سوياً فى المكان المناسب لوضعها ، بدأ الابن يفكر ملياً فى مكان داخل الشقة يصلح لوضعها ... يقترح مكاناً ثم يوضح له الوالد أنه غير ملائم ... فيقتنع الابن ثم يفكر ويقترح مكاناً آخر داخل الشقة ... ثم يوضح له الوالد انه غير مناسب .... فيقتنع الابن ثم يعود يفكر .... يقترح .... يقتنع .....، وهكذا .... إلى ان لم يتبقى مكان بها سوى " البلكونه " ... اقترحه .... اقتنع ....،
ـ إنها شقة صغيرة ، مزدحمة بالأثاث ، المساحات الموجودة بها بالكاد تكفى للمرور ، التهوية ،...... بعدها سكت الابن برهة ثم قال " إذن يا أبى عندما تبنى لنا بيتاً جديداً أرجو أن تخصص لنا به مكاناً لها ...."
ـ ثم عاد الاب لإستكمال تصفح الكتاب الذى بيده بينما ابنه يلعب واخوته فى ردهة البيت ماسكاً دميته بيده الصغيرة يحركها بين أنامله متجهاً بنظره تجاه والده متأملاً ...
بقلم : عادل سعده