خائبة
ما تجاسرت مرّة على الفضاء ترفع إليه عيناً فاحصةً لتعدّ شهابه ، ولا تطاولت يدها على كثبان الصحراء تحصي حباتها ، بل راحت تعدّ ذوأباتها واحدةً تلو الأخرى ، ولمّا فرغت الذوائب كانت جعبتها ما تزال طافحة بالخيبات حينها هتفت : من منكم يعيرني شعر رأسه لأتّم حسبة بدأتها وأنا أعيده إليه خالياً من غبار انكساراتي .
في كلّ صباح كانت تهرع نحو المرآة فترى الخيبة مكتوبةً على جبينها أسطر متراصة وبكلّ اللّغات ، تبعد عينيها تتجاهل بحورهم المالحة وأمواجهم المتلاطمة تسدُّ أذنيها عن زمجرةٍ كريهةٍ ، تتسرّب الخيبة إلى أنفها روائح نتنة لأحلامٍ متعفّنة .
من كثرة التمرّس صارت تتنبّأ بالخيبة تشعر بها قادمة تتلوّى كحيّةٍ رقطاء لدغتها مؤذية مميتة تصرخ : الخيبة آتية ، آتية ، إنّه الحدس ، تنهرها أمّها ...: إنّه التشاؤم .
... إنّها ليست متشائمة ... إنّها خائبة !!!!!!!