لن يعرفك أحد
غدا ً لن يعرفك أحد
حتى أنت ستقف أمام المرآة
تحدق طويلا ً
تسأل أين الفتى الذي كان؟
أين زقزقة العصافير في صوته؟
أين لهاثه خلف الجنادب والفراشات؟
أحقاً أنت هو الآن
ذاك الذي كان يهوي المحال
ينظر في عين الشمس ولا ينكسف
ويمد يداً ليقطف نجمة
يثقب الغيب بنظرة
ويأمر الغيم أن يرحل فيرحل الغيم
أو يسّاقط مطرا يبلل الفتى الناطر تحت
شباك فتاته لا بلل يمنعه ولا ملل .
أحقاً أنت هو الآن
وكيف جفّ صوتك
ولماذا غادرتك الطيور إلى غير رجعة
وعلامَ تذرف الآن دمعة
تمسحها على عجل كي لا يراها أحد
لا تخف لن يعرفك أحد
حتى أولئك الذين صفقوا لك طويلا ً
وأمطروك وردا ً وكلاما ً جميلا ً
أو أولئك الذين طعنوك في الظهر
وباعوك بين صلاتين
ثم رموك في البئر
صدقني
لن يعرفك أحد
حتى أنت ستقف أمام المرآة
تحدق طويلا ً
تسأل من هذا الذي تراه الآن
وبياض الحكمة متى تسلل إلى الرأس والصدغين
كيف انحنى عودك الناريّ
أنت الذي كنت تبتر الريح بمشية كحد السيف
ويكاد جبينك يلامس أعلى الغيم
إنك
تميل قليلا ً إلى الأمام
وتميل قليلا ً إلى الخلف
وتخلط قليلا ً بين اليوم والأمس
وتنادي بأعلى صوتك
فلا تسمع سوى الهمس
وحين ترى ظلك محدودبا ً على الطريق
تلقي اللوم على الشمس .
زاهي وهبي
________________________________________