وباء
في المنزل الجديد بأثاثه الفخم كقصر سلطان ورياشه الزاهية كألف طاووس وجدرانه الضاحكة كلؤلؤ مرصوف وشساعته المفرطة كأفق أزرق متّسع للجميع، لصباحات الأصدقاء العابثة وأحاديثهم المتناثرة حول كوب شاي وحلوى ، لموائد عامرة بالودّ والخير ودفء المواعيد لضجيج حياة هادرة البحار .
في منزل عانقه اليسروصافحته يد البهجة مّتسع للجميع، وهم في خطاهم الحثيثة يمرّون بالغرفة الأرضيّة الصغيرة القابعة في ناحية الدار دون أن يلاحظوها .
في منزل يشرّع للصباحات والشموس والأمل الذي يبرعم على شرفاته متّسع للجميع ، إلا الجدّة العجوز التي تُترك لتمشي وحيدة على قدمين متثاقلتين في جنازة شيخوختها بين جدران الغرفة الصغيرة التي يمرّ بها أهل الدار بريبة ، وكأن شبحاً متربصاً يصيح بهم : حذاري من الوباء...وباء الشيخوخة