نادي القصه العربيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى القصه العربيه للقصص القصيره والروايات العربيه والاهتمام بالشعر والادب العربي وثقافة المجتمع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الورقاء
الليلة الكناوية I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 27, 2018 5:40 am من طرف د.طلال حرب

» عوالم
الليلة الكناوية I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 11:39 pm من طرف د.طلال حرب

» وردة على شرفة
الليلة الكناوية I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:20 am من طرف د.طلال حرب

» رسائل
الليلة الكناوية I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:19 am من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : المحنة بالحق
الليلة الكناوية I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 07, 2018 12:08 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : محنة النص
الليلة الكناوية I_icon_minitimeالإثنين فبراير 05, 2018 11:37 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية: محنة المجموعات
الليلة الكناوية I_icon_minitimeالأحد فبراير 04, 2018 6:03 am من طرف د.طلال حرب

» راعية اليمام 3
الليلة الكناوية I_icon_minitimeالأحد يناير 28, 2018 2:46 am من طرف د.طلال حرب

» السلحفاة
الليلة الكناوية I_icon_minitimeالسبت يناير 27, 2018 1:41 am من طرف د.طلال حرب


 

 الليلة الكناوية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد الزاكي
مبدع
مبدع



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 06/02/2011

الليلة الكناوية Empty
مُساهمةموضوع: الليلة الكناوية   الليلة الكناوية I_icon_minitimeالأحد فبراير 06, 2011 12:32 pm

قصة قصيرة

الليلة الكناوية

دخل الزقاق يعانق حضن ليل صيفي رطب ، تلطف جوه بعد نهار أفرطت شمسه بحرها ، سحق سيجارته بقدمه لما توقف عند عتبة " الزاوية " ، ألفى نفسه فجأة منغمسا في طقس روحي ، أرهف سمعه ، فتتابعت الايقاعات نافذة في أذنيه ، متداخلة بالكلام الكناوي ، وبالألوان ، والنغمات الهجهوجية لمقام " الكويو " .

للمرة الأولى بموغادور يصل إلى زاوية " سيدي بلال" ، سمع بغثة
" مقدم الكناويين " ينشد: " الباشا حمو.. سيدي حمو..." . توقفت عيناه كالمجذوب ، فتوقف المقدم عن إنشاده وداهمه مفتطنا لأول زيارته : " هي
الزاوية بعينها ...والليلة ليلة الدردبة." . غالبته الرغبة لمواكبة هذه الليلة ،
فاقترب مجاوزا الباب قليلا .. أصابته قشعريرة ، فبرز صوته الداخلي مخنوقا، استسلم لصمت قصير، ثم مالبث أن نفذ عبر أذنيه صوت امرأة...
كان صوتها تطغى عليه الثقة بالنفس والخبرة المكتسبة ، أراد أن يقول للمقدم شيئا ، فانطبقت شفتاه بعنف وعناد ، راقب خلال صمته ما يجري عن كثب بالداخل . قال له المقدم راصدا تردده وصمته : " ادخل ، لا تردد
أو تخجل..." .

اندفع بدون ارتباك إلى الداخل ، دبت في أعصابه روائح البخور ، فترنح
كالمخمور مشبعة خلايا دماغه باحتراق الجاوي المتراكم على المحرقة الفضية البارعة النقوش . لم تتضايق المرأة بخيوط البخور المتصاعدة في
اتصال ، تخترقها وتحفها من كل جانب . سمع بعضهم يناديها باسم مثير ،
فعلم بأنها تحضر في شخصية هذا الاسم .
" مولاتي دادا " . هكذا ناداها أحد رجال الفرقة الكناوية بهالة من الهيبة
والتأدب.
تجلت الزاوية بعتمة غير داكنة ... الهواء مشبع بروائح البخور وأنفاس
رجال الفرقة ، تتراقص أجسامهم ببشرتها السوداء ، وترشح ملتمعة بالعرق، تشتربه ألبستهم الخضراء والحمراء والزرقاء المنمقة بالأصداف
المتناسقة . أيقن بحلوله في طقس كناوي خالص ، وعندها داهمه مرأى فتاة
مثل وردة طرية يختنق صفاؤها بمسحة باهتة من الشحوب ، تختفي تلك المسحة وتظهر في تيار جاذب من الاكتآب والتوتر العصبي . نظر إليها بإمعان ، فغار في بريق عينيها ، صادفت عيناه عينيها ، فتراقصت أمامه أطياف من البسمة كالماء الزلال ، وبدت أسنانها ناصعة تحاكي صفاء ثلج مطهر. مرق بسرعة عنه البريق ، فاتضح أن دعابتها مجهضة بعارض من
الشحوب يصارعه حسنها القاهر ، لم ينل بقوة سوى من أعصابها وأصواتها الداخلية المحترقة .
تصلبت بعد صراع مرير من تأثير " الجذبة " ، فاقتيدت الفتاة إلى "دادا"، كانت في زهرة عمرها ، ترددت وهي مقتادة إلى المرأة ، رقصت الفتاة طويلا على إيقاعات " الكانكا " و " القريقبات " ، وشطحت روحها مسحورة بنغمات آلة " الهجهوج " .
حدق في يديها الناعمتين والمزينتين بخضاب الحناء في أشكال من التفنن.
فتنه عنفوان شبابها وقوامها الممشوق بجمال وجه متمرد على الشحوب ، ظل العزف على الهجهوج متواصلا ، اشتدت نغماته على أعصابها ، تحاوركل نغمة تصلبها ، تجلى ارتعادها في تصعيد النغمات ، فغرقت روحها في شعور بعيد المهوى ينز بدموع قبل أوانها .
مازال وجهها يفيض بملاحته ، يتناغم مع شعرها الأشقرالملتمع . قال عنها منتشيا بنشوة الهجهوج : " حسن يرقص لسكرة النغمة ! " ، ثم تساءل:" ما الذي جاء بهذه الجميلة إلى هنا ؟ ." .
انتابه حزن غريب ، شرد ذهنه لحظة ، فاستفاق قائلا: " موغادور جميلة
وساحرة في كل شيئ!..." .
تعبت الفتاة من رقصها ، فتهاوت كفراشة صريعة إلى الأرض، وقعت بين أحضان " دادا " ، شرع جسمها البض يتقافز كله مثل يمامة مذبوحة .
ازداد حزنه عليها وهو يرى " دادا " تحكم ذراعيها بقبضة يديها . قال لنفسه باشفاق شديد : " لن تحتمل هذه الوديعة المسكينة " .
اشتد حزنه عندما استعانت المرأة برجلين من الفرقة ليتسنى لها أن تطلي الحناء على قدميها اللينتين . كان ايقاع القريقبات يتواصل ، ونبرات الهجهوج ترسم بوتيرة صعودها وهبوطها مقاومة الفتاة لمن يمسكها بعنف ، والكلمات الصوفية تنبع بشجن آسر ، مرددة أسماء كريمات من النساء:" للا عيشة الكناوية السودانية .. للا مليكة صاحبة الحناء .. للا ميرة ... للا رقية..." . هدأت الفتاة شيئا فشيئا ، فاختلت ب" دادا" لتكاشفها وترشدها . استأنف رجال الفرقة طقوسهم ، كانت ضربة واحدة من " الكانكا " ترج أعماقه ... ألسنة لهب أصوات مختلفة تزلزله .. سكنت الأصوات وخفت درجة تزلزله . نظر الى سقف الزاوية وإلى كل جدرانها ، كل شيئ حوله يسري به الى عالم من الألوان ، أبصر مقدم الكناويين اصطراعه في عالم الألوان ، فسأله : " ما اللون الذي يأسرك الآن ؟ " .
أجابه مستريحا: " أجدني مجذوبا باللون الأزرق " .
انشرح المقدم قائلا : " أنت اذن مملوك سيدي موسى البحري .. ".
امتلأت روحه بجاذبية الشموع البيضاء والحمراء والخضراء والزرقاء ، وقال مبتهجا : " أنا كذلك بحري ، أحب الاختلاء بنفسي متأملا زرقة الأمواج ، ونسيم البحر المنعش ... " .

خرجت الفتاة من عند دادا مرحة مسترجعة لبريق حسنها ، كاشفت دادا فوجهتها وزودتها .. اتضح بأن الكل يطمئن ويحتاج لإرشادات دادا . نال الألم من ركبتيه بعد جلوسه مدة غير قصيرة على السجاد ، ظهر له وجه الفتاة ساعتها كقظعة نقدية سكت لتوها . ودعت أسرة الفتاة الزاوية بسعادة تتساقظ عليها كثمرات جنية يانعة ، شكروا دادا وكل عناصر الفرقة ، اتجهوا إلى خارج الزاوية يغمرهم تفاؤل غد مشرق لفتاتهم . ترك هو كذلك
الزاوية شاكرا أفضال المقدم في مواكبة التجربة الكناوية .
انعطف جانبا باتجاههم ، وجدهم جاوزوا الزقاق واستقلوا سيارتهم الزرقاء ، لم يستطع اللحاق بهم . كان الليل ما يزال مختالا في استطالته .. جاب المدينة مستمتعا بليلها الرطب .. أصوات الألوان والمقامات والمملوكين تقرع أذنه ...أراد أن يتخلص منها ومن صورة الفتاة والمرأة دادا ، فلم يستطع .

سلك إحدى شوارع المدينة متغنيا بغير الألحان الكناوية لعله ينسى ، فعادت الألوان تداعب رأسه .. فاستسلم لها ، وتغنى بالمحفوظ من الكناوي
الذي تلقاه بالزاوية ، ولما اقترب الى آخر الشارع أدرك بأنه ابتعد عن الزاوية وعن عالمها ، فاستعدت نفسه لتنعتق بعد لحظة من أغلال "الجذبة".
تبخرت بعد هذا الاستعداد النفسي كل الألوان والأصوات والصور عبرنسيان خامد إلى أجل قريب ، فقد يعود لاحقا ليعيش تجربة ليلة أخرى .

محمد الزاكي - سلا - المغرب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nezhadumaroc
مبدع
مبدع



عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 31/01/2011

الليلة الكناوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الليلة الكناوية   الليلة الكناوية I_icon_minitimeالأحد فبراير 06, 2011 3:26 pm

قصة لا يستطيع الرد عليها سوى اولئك الذين يعرفون الكناوي واليالي الكناوية...اشجعك على الاستمرار في الكتابة ، اسلوب رائع، والسطور تجذبك وتجعلك تتابع القراة بشوق شديد.
بداية مشرفة واهلا بك في منتدى القصة العربية عضوا وصديقا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الزاكي
مبدع
مبدع



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 06/02/2011

الليلة الكناوية Empty
مُساهمةموضوع: رد   الليلة الكناوية I_icon_minitimeالإثنين فبراير 07, 2011 3:11 am

أشكرك على قراءتك للقصة ، وعلى اهتمامك بهذا العالم الكناوي الزاخر بالخبايا
والأسرار الروحية ... تحيتي ومودتي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الليلة الكناوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نادي القصه العربيه :: نادي القصه القصيره-
انتقل الى: