زعموا أن مجموعة من الصيادين الأوروبيين أو الأميركيين قدموا الى إفريقيا ،في
رحلة صيد .ونقلتهم طوافة من أقرب مدينة من الغابة الى جوف الغابة مع سيارة
جيب من أحدث طراز .ويبدو أن مجموعة الصيادين هذه داهمها أمر مميت ،أو
مرض غامض أو حادث مهلك ،فمات جميع أفرادها .
وظلت سيارة الجيب الحديثة قابعة في مكانها الى أن اكتشفها أفراد قبيلة بدائية ،وعند
ذلك بدأت رحلة غريبة ومشوقة .
في البدء ظن أفراد القبيلة البدائية أنها حيوان مفترس ،ثم اكتشفوا أنها جامدة لا
تتحرك ،ثم لاحظوا المقعدين الوثيرين الموجودين داخلها ،وأنها لائقة بأن تكون عرشا ً للملك .وبعد ذلك ،ومن طريق التجربة (صح / خطأ ) والملاحظة الدقيقة
،وبعض المعرفة التي تمت من الصيادين العابرين اكتشفوا طريقة إضاءة المصابيح
وتشغيل الراديو .ثم نجحوا في دفعها ثم في تشغيل محركها ،الى أن توصلوا الى
إصلاحها اذا ما تعطلت ،والى صنع سيارة مثلها وأخرى تفوقها قوة وحداثة .
وانطلاقا ً من مشاهدة الطير المحلق في الفضاء صنعوا لها أجنحة وحاولوا جعلها
تحلق وتطير . وعندما نجحوا ،أغرتهم طبقات الجو على التحليق أكثر ،ومحاولة
ارتياد الفضاء الذي بات من فوق يشبه غابتهم الحبيبة .
ويقال إن أبناء القبيلة ،على مر ّ العصور ، افتخروا ،دائما ً ، بإنجازاتهم الرائعة
مع سيارة الجيب . وكل جيل حقق إنجازا ً افتخر به ،وظنه ،أو لم يظنه ، نهاية
المطاف . إلا أن فردا ً من أفراد القبيلة ،عاد الى جوف الغابة في رحلة تنقيب
عن آثار الحضارات البدائية ،فعثر على ألواح خشبية ،وقرأ بدهشة ، أن أجداده
الأوائل عثروا على كائن غريب ،ذات يوم ، فأدرك أنها سيارة جيب ،ونشر مقالا ً
في الصحف ،فصدق بعضهم ،وظن بعضهم أن كائنات فضائية أمـّت الأرض ،
وبعضهم رأى أن خياله واسع ،وبعضهم رأى أن من الأفضل حجب الخبر نهائيا ً.