نادي القصه العربيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى القصه العربيه للقصص القصيره والروايات العربيه والاهتمام بالشعر والادب العربي وثقافة المجتمع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الورقاء
الحلم والقبر I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 27, 2018 5:40 am من طرف د.طلال حرب

» عوالم
الحلم والقبر I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 11:39 pm من طرف د.طلال حرب

» وردة على شرفة
الحلم والقبر I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:20 am من طرف د.طلال حرب

» رسائل
الحلم والقبر I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:19 am من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : المحنة بالحق
الحلم والقبر I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 07, 2018 12:08 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : محنة النص
الحلم والقبر I_icon_minitimeالإثنين فبراير 05, 2018 11:37 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية: محنة المجموعات
الحلم والقبر I_icon_minitimeالأحد فبراير 04, 2018 6:03 am من طرف د.طلال حرب

» راعية اليمام 3
الحلم والقبر I_icon_minitimeالأحد يناير 28, 2018 2:46 am من طرف د.طلال حرب

» السلحفاة
الحلم والقبر I_icon_minitimeالسبت يناير 27, 2018 1:41 am من طرف د.طلال حرب


 

 الحلم والقبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ياسر الششتاوي
مبدع
مبدع



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 03/02/2010

الحلم والقبر Empty
مُساهمةموضوع: الحلم والقبر   الحلم والقبر I_icon_minitimeالأحد فبراير 07, 2010 4:38 am

( الحلم والقبر )


طالما وعد خطيبته إنه سيكون أديباً مشهوراً , تتباهى به أمام الدنيا , وسوف يكون غنياً , عندما تباع كتبه , وتتمكن كلماته من سوق الأدب ، وسوف يغدق عليها ما تشتهي , ويدخلها في رحاب ما يبهر .
كانت دائما تشجعه ، وتشعره إنه أفضل رجل ، أخذ ديوان شعره الذي سكب فيه أمواج روحه المتقدة ، ذهب إلى القاهرة كي ينشره ، ودعها والشجن يكسو أعماقه ، راحت تدعو الله أن يصلح حاله ، وأن تثمر خطاه , احتضنت عيناه جوانح قريته , وعطر وجدانه برائحة الحقول , عمل في القاهرة في إحدى شركات الأمن ، كان يحرس بعض المحلات ليلاً ، ويقضي ما يوفره من نومه في التعرف على الأدباء والشعراء ، ذهب إلى أحد الشعراء المشهورين الذي طالما شاهده في التلفاز , كم تمنى أن يكون مثله ، أنتقى بعض قصائده ، وراح يعرضها عليه ، استقبله استقبالاً حسناً ، فزاد حبه لهذا الشاعر ، وخاصة أنه أثنى على قصائده ، ووعده أنه سوف ينشر له قصيدة غداً في الجريدة التي يعمل بها ، أشتاق أن تشرق الشمس حتى يرى قصيدته ، وهي منشورة في أكبر الجرائد , نوى أن يحتفظ بالعديد من نسخ الجريدة كي يريها لخطيبته ، وأهل قريته الذين لا تصلهم أقدام الجرائد , وفي الصباح وجد القصيدة منشورة ، لكن اسمه لم يكن موجوداً عليها , بل اسم الشاعر الكبير الذي يعشقه ويتخذه مثلاً أعلى , حاصرته صدمة عنيفة , وأحس بدوار شديد يقتلع ثباته من جذوره , فجلس على الأرض , وكأن محركات نفسه توقفت عن العمل , وكاد أن يغمى عليه , غير أنه لملم ذهوله , وانتشل عصف نفسه من بئر الخدعة الذي وقع فيها , و راح إلى الشاعر الكبير ، كي ينتقم منه , دخل عليه مكتبه في الجريدة , لم يتكلم كلمة واحدة , هجم عليه , ثم صفعه صفعة قوية , وضع الشاعر الكبير يده على خده , ثم نظر في يده , وطلب رجال الأمن , فانهالوا عليه ضرباً , هانت عليه نفسه , واسودت الدنيا في ناظريه ، فكر أن ينتحر , لكن ألف شيء كان يمنعه من ذلك , لم يذهب للعمل لمدة أسبوع , وجلس وحيداً يحاول أن يعالج مناحي نفسه من انهمار الاكتئاب الذي خيم في جنباتها .
حاول أن ينشر الديوان في أي جهة حكومية , لكن الشاعر الكبير بنفوذه الواسع كان يمنع ذلك , وكأنما يراقب خطواته , ويتحداه أينما ذهب , عرض إنتاجه على دور النشر الخاصة , فلم يجد دار نشر تقبل أن تغامر , وتنشر لشاعر مغمور مثله , لم يتحمس له أحدٌ رغم أن معظمهم أثنوا علي شعره , عرض عليه بعضهم أن ينشر ديوانه على نفقته الخاصة , لكن كيف .....؟؟ وهو الذي لا يملك مالاً وما يعمل به يكفي بالكاد طعامه وأجرة مسكنه , وشراء بعض الكتب , فهو يدمن شراء الكتب مهما كانت حالته المادية منذ تعرف على عالم الأدب السحري , وفي آخر دار نشر ذهب إليها , سخر منه صاحب الدار ونصحه أن يعود إلى قريته , فالطريق أصعب مما يتصور , ومن الصعب أن تصنع اسمك , خرج من عنده مكسور الخاطر , والهزيمة تستبيه , أحس بغصة تخنق الطريق أمامه , تذكر حبيبته , قرر أن يعود لها , وأن يتخلى عن أحلامه الأدبية لو لبعض الوقت ,وأن يسافر إلى إحدى دول الخليج التي يعمل به أولاد عمه , ثم يعود بما يكفي لنشر مائة ديوان , راح يعبر الشارع في شرود ٍ فادح ٍ , لم يلتفت حوله , فصدمته سيارة يمتلكها ابن مسؤول كبير في الحكومة , فأخذوه إلى المستشفى , واتصلوا بأهله وخطيبته التي لم ينقطع سيل بكائها , ليلاً ونهاراً منذ علمت بما حدث , دخل في غيبوبة كثيفة , وعندما تنقشع عنه غيومها السوداء , يردد
لن أموت سوف أنشر الديوان ثم يذكر الشاعر الكبير بأقبح ما يكون وتكفهر ملامحه ...... لن أموت .....لن .....لن أ....م .... و....ت
بدأت حالته تتدهور يوماً فيوماً , وعندما أفاق من غيبوبة دامت ثلاثة أيام , وجد خطيبته تبكي وتبكي , فبكي أيضاً وقال في أسى :
أنا أول من أحببت , وأنت أول من أحببت , أرجو أن تعطيني قلماً كي أكتب قصيدة , ربما تكون الأخيرة , زاد بكائها وراحت تمسح في شعره , ثم ذهبت مسرعة كي تحضر له قلماً , أعطته القلم و الورقة وساورها رغبة عارمة في أن تقبّله , لم تستطع منعها , والقلم يهتز في يده , قبلتْ جبينه , ثم نظرت إليه , كأنما تنظر إلى كنز , فابتسم الكنز لها , ثم وقع القلم من يده , فتعالت الصرخات في المستشفى , وأخذوا جثمانه إلى قريته التي خرجت في مشهد لم تشهده من قبل لاستقبال جثته , ودفنه , لم تعد خطيبته تذهب إلى دراستها وتغير حالها تماماً , ولم تعد تلقي النكات كعادتها , وأصبح السواد ملبسها الدائم , ولم تخلعه برغم مرور عام على موت خطيبها , وقد جاءها العديد من الخطّاب , لكنها كانت ترفضهم , وتعلن أنها لن تتزوج أبداً , إلى أن جاءها ابن أغنى رجل في القرية , فصمم أهلها أن يزوجوها له بأي ثمن , وأجبروها على ذلك , وقبل يومين من الزفاف , ذهبت إلى قبر خطيبها , تصاحبها باقة من الورد , تركتها على جسد قبره ، وأخذت تبكي , وتنادي عليه , إلى أن أوشكت الشمس أن يغرقها المغيب .


بقلم : ياسر الششتاوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحلم والقبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نادي القصه العربيه :: نادي القصه القصيره-
انتقل الى: