الــنـظــرة البلـهــاء
في مثل هذا اليوم ونحن نحصد آخر محصول لدينا في الوادي , والذي لا يكفي لسد حاجتنا لمده شهر أو شهرين بالكثير , والفقر المدقع يدق باب قريتنا الصغيرة
كنا ثلاثة ورابعنا الزمن (عمر20 سنه ) يتيم الأبوين يعيش مع جدته مرح الطباع ويتحفنا بمغامراته مع الفتيات , (خالد 18 سنه) يعيش مع أمه المطلقة كثير التفكير قليل الكلام , وأنا أصغرهم سناً وأعيش مع والدتي فقد تركنا والدي وسكن في المدينة مع زوجة أخرى
ويسموني جحا الصغير لكثرة طرائفي مع حماري الذي أعمل عليه في الوادي
اتفقنا أن نسافر في آخر الأسبوع إلى مدينه ساحليه لكي نعمل في البحر , فقد بعت حماري الذي كنت أعمل عليه والذي كان رفيقي في كل وادي , و كان لا يفارقني إلا عند النوم فعند مفارقته في السوق أحسست أنّ شيئاً من جسمي يُنزَع , عمر وخالد تدبرا أمرهما لا أعرف من أين ولكن لا يهم المهم أننا سوف نذهب ونعمل ونجني عيشنا , وعند مغادرتي كانت أمي تودعنا ودموعها لا تتوقف لحظه وبينما نحن في الطريق ونتجاذب أطراف الحديث وصلنا المدينة والدهشة تحوم من حولنا , فقد كانت أول زيارة لنا للمدينة
ذهبنا إلى البحر نبحث عن عمل ولكن لا فائدة لا احد يرغب أن نعمل عنده , كنا نبحث عن عمل أخر عند هذا وذاك ولكن لا فائدة فقد أنهكنا البحث كثيراً.
مر يوم ويومان وأسبوع ونحن لم نحصل على أي عمل نفذ المال الذي كان بحوزتنا .
ذات ليلة ونحن نبحث عن بقايا طعام في أحد الأزقة المظلمة والليل يعمه السكون كنا نسمع قهقهات وضحكات نساء اقتربنا من هذه الأصوات عسى أن نحصل على قطعة من الرغيف نسد جوعنا وإذا بنا نرى شيئاً مجهولاً لنا فقد كان جسمي يرتعش من الخوف والرهبة لما كنت أرى , وعمر بتصبب عرقاً , وخالد تسمرت عيناه من هول ما يرى .
أقبلت فتاه في بداية شبابها نظرت إلينا بإشفاق وكأنها تعرف ما نخفيه وراء أستار عيوننا البائسة
_ قالت لنا : ماذا تفعلون هنا أيها الشباب؟
تكلم عمر وشفتاه ترتعشان والعرق يغطي وجهه وكأنه نسي ما يريد
نريد : ف ف فـتـــــ ااااا ه
ضحكت ونادت صديقاتها تقدمن نحونا , عدت بضع خطوات إلى الوراء , كنا يقبلن عمر وخالد تقدمت نحوي أخرى وأنا ارتعش خوفاً ورجلاي ترتعشان , والعرق يغطي جسمي بأكمله تقدمت نحوي فأجهشت بالبكاء نظر إلي الجميع بتعجب !!!!
غادرت المكان وهي ترى النظرة البلها على وجهي .