نادي القصه العربيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى القصه العربيه للقصص القصيره والروايات العربيه والاهتمام بالشعر والادب العربي وثقافة المجتمع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الورقاء
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 27, 2018 5:40 am من طرف د.طلال حرب

» عوالم
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 11:39 pm من طرف د.طلال حرب

» وردة على شرفة
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:20 am من طرف د.طلال حرب

» رسائل
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالإثنين فبراير 12, 2018 2:19 am من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : المحنة بالحق
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 07, 2018 12:08 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية : محنة النص
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالإثنين فبراير 05, 2018 11:37 pm من طرف د.طلال حرب

» الفلسفة العمرانية: محنة المجموعات
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالأحد فبراير 04, 2018 6:03 am من طرف د.طلال حرب

» راعية اليمام 3
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالأحد يناير 28, 2018 2:46 am من طرف د.طلال حرب

» السلحفاة
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالسبت يناير 27, 2018 1:41 am من طرف د.طلال حرب


 

 العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو المجد مصطفى
مبدع
مبدع



عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 27/10/2009

العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء Empty
مُساهمةموضوع: العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء   العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 30, 2009 4:16 am

:afro: العصا البيضاء

مسح نظاراته السوداء بطرف ثوبه...ثم أجال بصره يمينا و شمالا كأنه ينتظر أحدا.تسمر نظره في سماء صارخة الزرقة. الحق أن الرجل كان وسيما و أجمل ما في سحنته عيناه السوداوان .
كنت للتو قد جلست على مقعدي في هذا المقهى الأثير إلى نفسي ،و أنا ألتمس ظلا ألوذ به في هذا اليوم القائظ.
- ماذا تشرب يا سيدي ؟- سألتني النادلة الأنيقة بصوت أنثوي رخيم يشبه واحة فيحاء في فلاة قاحلة.
قلت و أنا أتعمد إطالة الحوار حتى أمتع العين بمحاسنها إلى أقصى حد - أخشى أن الشراب الذي أنشده غير متاح هنا-
- أطلب و سيجاب طلبك في الحين -
- أبتغي شرابا أعد من الرحيق الذي يترنح فوق شفتيك –
بهتت الفتاة من طيشي و نزقي ..و تورم خذها بحمرة آسرة و قالت و هي تجتهد ألا تلتقي نظراتنا– أنت تبالغ يا سيدي . أنا في انتظار طلبك –
- بعض العصير المثلج من فضلك –
كان صاحبنا قد ارتدى نظاراته مجددا و أخذ يرتشف قهوته قرير العين...كانت أناقته محط إعجاب رواد المقهى. ذقن حليق بعناية. بدلة باريسية فاخرة . وحذاء أسود لامع من روما.
طك..طك...عادت النادلة ثانية تحمل إلي ذلك العصير المثلج و جديلتها المعطرة تتدلى في خجل على كتفها الأيمن . أثلج صدري لقاءها مجددا...و رحت أفترس أنوثتها الفائرة بنظري الظمآن. قالت و هي تبتسم كأن الشمس قد أشرقت من شفتيها – ها هو ذا عصيرك يا سيدي . بالصحة و الهناء-
- أشكرك على كرمك الأميري يا آنستي –
و مضت الفتاة لحالها كالنسيم العليل...و مضى قلبي يقفز في أثرها و أنا أحاول جاهدا أن أسترده إلى قواعده الجدباء فما أفلحت.
فرغ الرجل الأنيق من ارتشاف قهوته . كان جاثما على كرسيه قبالتي لا تفصلنا سوى أمتار قليلة. أشعل سيجارا عملاقا كتلك السجائر التي يقتنيها المترفون من كـــــــــــــــــــــــــــــوبا...أخذ يرنو إلي من خلف نظاراته المهيبة . اقتلعني سيل نظراته من النهر المخملي الذي كانت تسبح فيه أفكاري رفقة تلك الجديلة الآسرة...أمعن صاحبنا في التحديق نحوي كأنه يعرفني . و ارتعت من ذلك الموقف ،و ساورني شك عارم . هنا ألحت علي تلك المقولة الفلسفية ( أنا أشك إذن فأنا موجود )...و سمعت هاتفا من أعماقي السحيقة يهمس – إن الرجل يدبر لك مكيدة فاحترس -
استحوذت الريبة على تفكيري ، و تمادى صاحب النظارات السوداء في تأملي دونما توقف ...وأمسى المقهى خاليا من رواده ما عدا...أنا... و ذلك الشخص الغريب الأطوار وحيدين و متقابلين مثل ديكين متوثبين فوق هذه البقعة التي تئن تحت قيظ الشمس. و قد تعكر مزاجي للغياب المفاجئ لتلك النادلة الفاتنة .و لافتقادي لتلك الجديلة المخملية.
أخيرا قررت أن أواجهه بنفس السلاح ...و أن أقاتل ذودا عن حصوني. تطلعت إليه بعينين حانقتين . كان يرمقني رابط الجأش هادئ القسمات ..استفزتني نظاراته السوداء و أثارت حفيظتي بسمته الواثقة ، فشعرت بدماء غاضبة تسري في عروقي ...انقبضت عضلات وجهي و أفرجت عن سؤال مقتضب – ما الذي يحملك على أن تتطلع إلي؟ هل تعرفني يا هذا ؟ -
خمدت تلك البسمة بين شفتيه ...لكن نظراته المتلاحقة نحوي لم تنقطع قط حتى كدت أن أفقد أعصابي ...قلت في ضجر- لا أعتقد أنك أخرس كي لا تحفل بسؤالي ..أجب لم لا تتوقف عن التحديق في وجهي؟ -
أخرج صاحبنا قطعة نقدية وضعها على الطاولة ثمنا للقهوة . وانتصب واقفا بعد جهد شاق و هو يستند على كرسيه...ثم أخرج عصا بيضاء اللون ،هتفت دون شعور مني – رباه عصا بيضاء؟؟؟- و مضى يتلمس الطريق بتلك العصا خشية أن يسقط أو مخافة أن يصطدم بتلك الكراسي المتناثرة كما الحشائش..ذهلت حقا و تملكني الخجل من نفسي .. كانت أول و آخر جملة نطق بها قبل أن يمضي – لا حول و لا قوة إلا بالله -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العصــــــــــــــــــــــــا البيضاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفتنة البيضاء ــ قصة قصيرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نادي القصه العربيه :: نادي القصه القصيره-
انتقل الى: